بقلم محمد أمين ١/ ١/ ٢٠١٢
| المشير
طنطاوى يعرف أن مصر عصية على اللعب فيها، إلا من نقطة الفتنة الطائفية..
ويعرف أن حماية الإخوة الأقباط واحتفالاتهم، فى أعياد الميلاد، قضية مصرية
ومصيرية.. الجهلاء لا يعرفون ويساعدون على إذكاء روح الفرقة.. لذلك كان
المشير يقظاً فى دعم الجيش والشرطة وشباب الثورة، لتأمين الكنائس فى
احتفالات عيد الميلاد.. فى الوقت الذى يتحدث فيه آخرون عن جواز التهنئة
شرعاً! لا أحد ينسى أحداث كنيسة القديسين.. ولا أحد يريد أن يتذكرها فى الوقت نفسه.. ولولا أن الثورة قامت على أثر الثورة التونسية لقامت بسبب أحداث القديسين.. ومن هنا فقد أسعدنى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أصدر بياناً يهيب فيه بجميع القوى السياسية التنسيق مع الأجهزة الأمنية خلال فترة الاحتفالات بأعياد الميلاد، وتوحيد جميع الجهود، حتى تظهر مصر بوجهها المشرق أمام العالم! مصر فى حاجة إلى عبور جديد.. لا أظنه سوف يحدث إلا بأن نرفع شعار «مصر هى الحل».. أن تكون مصر أولاً.. هنا فقط سنقدم النموذج الوطنى.. ونقدم الصورة الحضارية التى تليق بمكانة مصر وحضارتها.. ليس هذا كلام إنشاء.. لكنه كلام العقل والمنطق.. فلا يعقل أن تكون الثورة لتمزيق مصر.. بينما كان الفساد هو الذى يحافظ على استقرار البلاد! لابد أن نراجع معانى الرسالة رقم ٩٤.. فهى تتحدث عن مسألتين غاية فى الأهمية: الأولى تتعلق بتهنئة الشعب المصرى العظيم، والإخوة المسيحيين بالعام الجديد، وتلاحظ أن الحكاية عيد شعب لا عيد طائفة.. كما أنها لا تأبه لكلام فارغ عن جواز التهنئة شرعاً أو عدم جوازها.. كما أنها تتحدث عن انطلاقة قوية نحو الاستقرار، لأن تأمين الكنائس تأمين لمصر أولاً! من المؤكد هناك من يريد أن يعبث فى بلادنا.. يستغل الفرقة والخلاف.. ويستغل تصريحات بلهاء، تتحدث عن اللى عاجبه يقعد واللى مش عاجبه يرحل.. ومن المؤكد هناك أطراف تلعب بالفلوس، وتلعب بالأفكار فيما يعرف بـ«الطرف الثالث».. والتى سميتها فى مقال سابق «العفاريت تسكن مصر».. وإحنا السبب.. نترك بيتنا لمن يعبث فيه ثم نلوم العفاريت، والدول التى تمول الفوضى! اليوم نستقبل عاماً جديداً، نحصد فيه ثمار الثورة.. أشعر فيه بالأمل والتفاؤل.. أمل ينعقد على يقظة شعب وحضارة شعب.. وتفاؤل ينبنى على رغبة فى العبور.. أتمنى أن تكون احتفالاتنا بالعيد الأول للثورة المصرية دليلاً على أننا نتعافى، وأننا على قدر الحدث، وقدر الثورة.. نجدد العهد لمصر، ونجدد العهد للوطن.. نفتديه بدمائنا وأرواحنا.. ولا نسمح لأحد بأن يعكر مياه الوطن! أحسن ما كان فى عام ٢٠١١ هو الثورة العظيمة.. وأسوأ ما فيه أننا اكتشفنا شيئاً اسمه «العفاريت» أو «الطرف الثالث»، أراد أن يشوه الثورة مرة، وأن يشوه الجيش مرات.. طرف يضرب النار، ويحرق المنشآت الحيوية، ويقطع الطرق.. مع أن الثورة المصرية كانت رائعة، ونظيفة لا ترمى حجراً ولا ورقة.. كان الثوار ينظفون الميدان.. فهل تبقى ثورة رائعة؟! لا نضع أيدينا على قلوبنا لأن الثورة فى مفترق طرق فقط.. ولا لأن المجلس العسكرى يريد أن يبقى فى السلطة أكثر.. نضع أيدينا على قلوبنا من الحمقى.. الذين لا يعتبرون بما يقولون.. ولو أنهم خرسوا لكان خيراً للوطن.. فقد أسقطنا النظام بكلمة «ارحل».. ومن الممكن أن نحرق الوطن بكلمة واحدة أيضاً! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق