السبت، 14 يناير 2012

وثائق الأزهر.. رؤية حضارية بقلم د. شريف دوس ١٤/ ١/ ٢٠١٢



أعلن مكتب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب بيان الأزهر حول مستقبل مصر بتاريخ ١٩/٦/٢٠١١، دعماً لنظرة متحضرة للمواطنة فى مصر، وقد تمت صياغة البيان بواسطة ٢٣ عالماً ومثقفاً منهم ثلاثة من المصريين المسيحيين، وأشير بالثناء إلى المواد ١ و٣ و٦ من البيان التى كرست رؤية إسلامية وسطية لغير المسلمين فى مصر الحبيبة، وتعتبر هذه الوثيقة نقطة تحول جديدة فى علاقات المصريين بجميع أطيافهم.
ثم أكمل فضيلة شيخ الأزهر إضافة جديدة للأزهر الشريف بإصداره وثيقة الحريات العامة فى ١٠/١/٢٠١٢، وأعلنها فى حضور دولة رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى، وقداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، مع لفيف من أولى الأمر بالبلاد، وعلى رأسهم الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، ورؤساء الكنائس المصرية الأخرى ورؤساء الأحزاب والمرشحون المحتملون لرئاسة الجمهورية، ومنهم الأستاذ السفير عمرو موسى والصديق الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.
وقد أكدت الوثيقة ضرورة احترام حرية العقيدة والمساواة فى الواجبات والحقوق، لأنها حجر الأساس للبناء المجتمعى الحديث، كما أضافت أن لكل فرد فى المجتمع حقاً فى أن يعتنق من الأفكار ما يشاء دون أن يمس حق المجتمع فى الحفاظ على العقائد السماوية.
وأكد الدكتور «الطيب» أن للأديان الإلهية الثلاثة قداستها، وللأفراد حرية إقامة شعائرهم، دون عدوان على مشاعر بعضهم أو مساس بحرية هذه الأديان، قولاً أو فعلاً، واعتبرت الوثيقة أن حرية العقيدة وما يرتبط بها من حق المواطنة الكاملة للجميع هو حجر الزاوية فى البناء المجتمعى الحديث، وهى مكفولة بثوابت النصوص الدينية القطعية وصريح الأصول الدستورية والقانونية، إيماناً بما جاء فى القرآن الكريم «لا إكراه فى الدين» «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، كما رفض نزعات الإقصاء والتكفير ورفض التوجيهات التى تدين عقائد الآخرين.
وأكدت الوثيقة حرية الرأى والتعبير، أم الحريات كلها، فهى المظهر الحقيقى للديمقراطية، وإعلاء ثقافة احترام الآخرين، ودعت العاملين فى وسائل الإعلام إلى الالتزام بهذا البعد والاحتكام للحوار ونبذ التعصب.
أما حدود حرية الإبداع الأدبى والفنى، فهى قابلية المجتمع بما لا يمس المشاعر الدينية أو القيم الأخلاقية المستقرة وعدم التعرض لها.
وطالبت الوثيقة بإطلاق حرية البحث العلمى والابتكار بما يضمن ملاحقة أمتنا التطور العلمى والمعرفة.
نشكر فضيلة الإمام الأكبر على سماحته وسعة الإدراك وتفضله بإرساء قواعد مستقبل مصر الحديثة وحرصه على مشاركة كل أطياف المجتمع المصرى فى الفكر المتنور الوسطى والمتحضر.
تحية للأزهر الشريف، قلعة الإسلام الحنيف ومركز التنوير الإسلامى العالمى فى القرن الحادى والعشرين، وندعم كل المجهودات المبذولة التى ترنو إلى رفعة مصر وشعبها العظيم.
تحيا مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ