الجمعة، 6 يناير 2012

هل نجحت الثورة؟


  بقلم   عمرو الليثى    ٦/ ١/ ٢٠١٢
ونحن نستقبل عاماً جديداً آملين من الله أن يكون عام خير وبركة على مصر والمصريين.. مؤمنين بأنه بالعمل وحده وصدق النوايا تصلح مصر وتتطور.. وأنه دون النوايا الطيبة وصدقها سنعود للخلف، وستدور عقارب الساعة إلى الوراء، وقد نعود أسوأ مما كنا عليه فى ظل النظام السابق.. ونحن نستقبل العام الجديد نستقبل معه نسمات العيد الأولى لثورتنا المجيدة.. هذه الثورة الإلهية التى جاءت منحة من الله سبحانه وتعالى.. ويكون واهماً من يعتقد أنه صاحب أو قائد هذه الثورة.. التى لم يكن لها أن تنجح لولا الإرادة الإلهية.. والآن وبعد مرور عام على الثورة هل نستطيع أن نقول إن الثورة نجحت وجاءت بثمارها.. أم لا؟.. وللإجابة عن هذا التساؤل يجب أن نقف ملياً عند الأهداف، التى قامت من أجلها الثورة، وهى خبز وحرية وعدالة اجتماعية.. تلك هى الشعارات التى رفعها الثوار عندما نزلوا إلى ميادين التحرير والأربعين والقائد إبراهيم.. كان الشعب لا ينعم بالخبز أو بالمأكل.. فـ٧٠% من الشعب المصرى فقيرة و٦٠% فقرها مدقع و٥٠% فقرها معدم..
 كان الناس يعيشون حياة البؤس.. الملايين يعيشون فى العشوائيات دون مياه نقية أو صرف صحى أو كهرباء كانوا يعيشون أسوأ مما تعيش الحيوانات، التى تقطن حديقة الحيوان.. أما الحرية فكانت صفة نتشدق بها لا وجود لها على أرض الواقع فكم من أفلام منعت، وكم من أصحاب فكر تم اتهامهم بأبشع الاتهامات فى ظل حكم استبدادى قمعى من خلال سيطرة مباحث أمن الدولة على شؤون العباد فى مصر.. إننا لا نستطيع أن ننسى ما كان يفعل مع حركة كفاية ومع الجمعية الوطنية للتغيير، وأيضا ما عاناه الإخوان المسلمون على مدار نصف قرن من الزمان.. كانوا يلقونهم فى غياهب السجون، ويتهمونهم باتهامات جاهزة، وهى محاولة قلب نظام الحكم.. كنا نعيش فى ظل قمع لجمعيات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، وكانت لائحة الاتهامات جاهزة لهؤلاء إذا ما تجاوزا الخطوط الحمراء، وهى اتهامهم بتلقى أموال من الخارج. كما حدث من قبل مع د. سعد الدين إبراهيم وغيره من ناشطين سياسيين وحقوقيين.. أما أصحاب القلم فإما يتم استقطاب البعض بالترغيب أو الترهيب، ومن يتجاوز فمصيره قضية ترفع عليه من هنا أو هناك، وتوجه له تهمة إهانة الحزب الوطنى ورموزه والأمثلة كثيرة..
أما ما يخص العدالة الاجتماعية فكان الغنى يزداد غنى والفقير يزداد فقراً.. وكلما سمعنا عن ارتفاع معدلات النمو الاقتصادى كان المواطن نموه (بينقص).. ولم يشعر محدودو الدخل بأى رفاهية إلا من خلال التقارير التى كانت تصدرها الحكومة لتعلن أن المواطن يعيش فى رفاهية، والدليل ارتفاع الإقبال على شراء الثلاجات والغسالات، وأيضا شرب المياه الغازية.. كانوا يوهمون المواطن بأنه سعيد وهو فى حالة ضجر وخوف وفزع من البطالة وانعدام الخدمة الصحية والتعليمية، لذا قامت ثورة ٢٥ يناير لتقضى على كل تلك الآفات والسلبيات التى عاشها المصريون على مدار ثلاثين عاما..
 واليوم ونحن نتذكر ونحتفل بمرور عام على ثورتنا المجيدة ماذا تحقق.. هل وفرنا الخبز لكل مواطن.. هل قضينا على الفقر المنتشر فى البلاد من أدناها إلى أقصاها.. هل وفرنا العدالة الاجتماعية للمواطن الكادح.. هل تخلصنا من عبودية القمع التى تلاحق الناشطين السياسيين والصحفيين والإعلاميين لمجرد انتقادهم النظام.. هل انتهت التدخلات فى عمل الصحفيين والإعلاميين، وما كان يحدث من إرهاب لأصحاب القنوات الفضائية؟ بالتأكيد هناك بعض الإيجابيات التى تحققت، لكن المشوار مازال طويلا لتحقيق الأهداف الحقيقية، التى قامت من أجلها الثورة.
إن نجاح الثورة لن يتأتى إلا من خلال صدق نوايا الجميع المجلس العسكرى والثوار والمواطن والأحزاب وجميع القوى السياسية.. صدق النوايا يعنى هنا وحدة النوايا ووحدة الهدف والاتجاه ووحدة الغاية وهى مصر.. فلننس جميعًا الخلافات السياسية والحزبية والأيديولوجية ولننح جانبا أى طموحات شخصية أو سياسية.. وأن نعود كما كنا فى الميدان صفًا واحدًا لنقيم مصر الحديثة بعد الثورة.. أما إذا لم يحدث ذلك فإنى أخشى أن يأتى يوم ذكرى عام على مرور الثورة، ونحن نعزى بعضنا بعضا على فشل هذه الثورة التى قلما يجود الزمن بمثلها!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ