السبت، 14 يناير 2012

يوم واحد ثورة بقلم محمد أمين ١٤/ ١/ ٢٠١٢


يوم واحد ثورة كسبعة آلاف سنة مما تعدون.. لاحظت أن يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ كان يوم ثلاثاء.. ونظرت فى النتيجة فوجدت يوم ٢٥ يناير ٢٠١٢ يوم أربعاء.. تحركنا يوماً واحداً فى عام.. وبالمقياس نفسه يصبح فارق اليوم فارقاً بين نظامين: نظام فرعونى ونظام ديمقراطى.. نظام يتوارث نفسه، وآخر يمكن تغييره.. فرق يوم أطاح برئيس الجمهورية.. لكن لا ندرى ماذا يسفر عنه يوم آخر؟!
لم يتغير شىء غير سقوط الرئيس.. فهل يأتى ٢٥ يناير القادم بفرق يوم آخر؟.. أم يأتى بفارق آلاف السنين؟.. هل تصبح مصر جمهورية ديمقراطية؟.. أم تتحول إلى جمهورية أخرى لا نعرفها؟.. هل عام ٢٠١٢ سيشهد تحولات جذرية فى شكل الدولة وطبيعة الحكم؟.. هل صحيح أن العسكر سوف يسلمون السلطة «على طبق من ذهب»، لسلطة مدنية نهاية يونيو القادم؟!
تطمينات كثيرة تصدر كل يوم عن المجلس العسكرى.. قبل ٢٥ يناير.. فهل معنى هذا أن الجيش خائف من ثورة جديدة؟.. هل لديه شعور بالمسؤولية؟.. هل هو موجود ليحمى الثورة ويحمى مصر أكثر مما يحمى نفسه؟.. الرئيس جيمى كارتر يتشكك فى أن العسكر قد يسلمون السلطة كاملة لحكم مدنى.. الثوار أيضاً يتشككون.. لذلك يصر الثوار على أن الثورة مستمرة!
اللواء إسماعيل عتمان، عضو المجلس العسكرى، قال إن القوات المسلحة ستكون أمينة على أمن الوطن وسلامته، وإنها سوف تعمل على وضع الأسس الديمقراطية لبناء مصر الحديثة خلال المرحلة الانتقالية.. ومع ذلك يتشكك الداخل والخارج.. ينقسمون: هل هو عيد أم ثورة؟.. احتفالات أم مظاهرات واعتصامات؟.. المشكلة الكبرى أن الثوار خارج المعادلة للأسف!
صحيح أن العالم ينظر إلى مصر بعد الثورة، ويترقب حالة الهدوء والاستقرار، ويترقب نتائجها.. فى المقابل هناك شريحة كبرى مع فكرة غلق الملف والنظر للمستقبل.. هم دعاة الاستقرار زمان مبارك.. وهم دعاة الاستقرار الآن.. فهل نعطى درساً للعالم كله بأن الشعب المصرى لا ينساق وراء أى أعمال تضر بمصر، وأن الثورة ينبغى أن تبقى سلمية دائماً؟!
هناك غضب مكتوم فى الصدور.. لا يطفئه غير إعدام مبارك، ورجاله.. شخصياً لا أميل إلى حكم سياسى.. أو حكم تمثيلى.. من ناحية لأن المحكمة تلتفت للرأى العام.. ومن ناحية لأننا ارتضينا المحاكمة.. البعض يعتبر جلسة يوم ١٧ يناير مصيرية.. الثوار ينتظرون الإعدام.. وأنصار مبارك وأبناؤه يترقبون البراءة.. لا إعدام ولا براءة، هذا هو الحل.. كلاهما كارثى للغاية!
ربما تكون مبادرة الأزهر فرصة لتخفيف التوتر.. لكنها لا تزيل أسبابه كاملة.. أفهم أن هناك أطرافاً كثيرة وافقت ووقعت على الاحتفالات، واعتبار ٢٥ يناير يوم عيد للثورة.. لكن من قال إن الثوار الذين خرجوا فى الثورة الأولى كانوا من أتباع الأحزاب، أو يرفعون شعارات حزبية.. عندما كانوا مصريين نجحوا.. وعندما لعبت فيها الحزبية، انشقوا واختلفوا!
من جديد لا حزبية ولا أحزاب.. ومن جديد سلمية سلمية، مدنية مدنية.. لا دينية ولا عسكرية.. ولكن كيف؟.. هذا هو السؤال الذى يجيب عنه ٢٥ يناير الجديد.. فلا الثوار الحقيقيون يرضون بتخريب مصر.. ولا هم يقبلون تخريباً إضافياً.. الفارق فى اليوم الأول، لم يكن هناك طرف ثالث.. الآن حضر من القمقم.. اصرفوووه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ