الأحد، 1 يناير 2012

الشرعيات الثلاث: «توحد».. «تشتت».. فـ«صراع»



    أحمد رجب    ١/ ١/ ٢٠١٢


اجتمعت مصالح القوى الثلاث - بشكل أو بآخر - على هدف واحد: إسقاط النظام ومعه مشروع التوريث. ومع مرور «أشهر اكتشاف المصالح من جديد»، ذهبت كل من القوى الثلاث - ثوار الميدان والمجلس العسكرى والإسلاميون - إلى حال سبيلها وتحقيق أهدافها، فاختلف الحال من «التوحد» إلى «التنافر»، وصولاً لمرحلة «التعارك»، وإن رأت كل من القوى الثلاث أنها تمتلك «الشرعية». الآن، يستمر ثوار الميدان على ثورتهم بحثاً عن «تحقيق أهداف الثورة»، التى يرونها تسرق، والقصاص لدماء شهداء يرونها تهدر، وتحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية حتى يرونها ما زالت بعيدة المنال. وبينما هذا حال الثوار، يجىء الدور على الإسلاميين، الذين جنوا بالانتخاب «شرعية الصندوق»، حتى أصبحت مسيطرة على معظمهم فكرة «نحن المتحدثون باسم الشعب.. ومن حقنا أن نفعل ما نشاء.. لا ثوار التحرير.. ولا المجلس العسكرى». أما المجلس العسكرى، فما زالت الأحداث المتلاحقة تخصم من رصيده وشرعيته، وإن أصبحت تطارده «هواجس العودة» بأسئلتها الصعبة: هل يعود إلى ثكناته.. ومتى.. وكيف.. وما الذى يضمن له الحصانة فى الدستور الجديد؟ تلك هى مناطق التشابك التى نحاول رصدها بين الشرعيات الثلاث.
المواقف المتشابكة
يناير
الملايين فى الميادين يطالبون بـ«العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، قبل أن تتطور مطالبهم لتصل إلى «إسقاط النظام».
■ المواقف:
- الميدان: موافق.
- الإسلاميون: موافقون.
- المجلس العسكرى: حياد.
فبراير
الجيش يستخدم العنف المفرط لفض اعتصام الميدان، فأعلن الثوار عن مخاوفهم من «نوايا العسكرى».
- المجلس العسكرى يصدر بيانه رقم ٢٢ يعتذر فيه عما حدث تحت عنوان «اعتذار.. ورصيدنا لديكم يسمح».
- المجلس فى بيانه رقم ٢٤ يتحدث، لأول مرة، عن «عناصر مدسوسة تحاول إفساد الثورة».
■ المواقف:
- الميدان: رافض.
- الإسلاميون: موافقون.
- المجلس العسكرى: اعتذار.
مارس
الخلاف يتصاعد بين القوى الثورية فى الميدان والإسلاميين والمجلس العسكرى حول الموقف من التعديلات الدستورية وطرحها للاستفتاء.
■ المواقف:
- الميدان: رافض.
- الإسلاميون: موافقون.
- المجلس العسكرى: موافق.
يونيو
الخلافات بين الثوار والمجلس العسكرى تزداد بعد أحداث مسرح البالون الدامية، بينما ينفصل الإسلاميون عن المشهد.
- عاصم عبدالماجد، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، يصف المتظاهرين فى الميدان بأنهم «بلطجية».
■ المواقف:
- الميدان: اشتباك.
- الإسلاميون: إدانة.
- المجلس العسكرى: اشتباك.
يوليو
عشرات الآلاف من الإسلاميين يتظاهرون فى ميدان التحرير، تحت شعار «جمعة لم الشمل» ويرددون هتافات تنادى بإقامة دولة إسلامية.
- الفريق سامى عنان يتحدث بعد ذلك عن أن «مدنية الدولة خط أحمر».
■ المواقف:
- الميدان: دولة مدنية.
- الإسلاميون: دولة دينية.
- المجلس العسكرى: دولة مدنية.
أكتوبر ونوفمبر
أحداث شارع محمد محمود والاشتباكات القاتلة بين الثوار وقوات الأمن من الجيش والشرطة تكشف عن مواقف مختلفة.
- الفجوة بين الثوار والإسلاميين تزداد اتساعا ونفوراً من جانب كلا الطرفين.
■ المواقف:
- الميدان: اشتباكات، ومطالبة باختصار الفترة الانتقالية.
- المجلس العسكرى: اشتباكات، ورفض لاختصار الفترة الانتقالية.
- الإسلاميون: مشاهدة، ومطالبة بانتخابات رئاسية بعد البرلمانية مباشرة.
ديسمبر
الثوار يطالبون بإسقاط حكومة شرف، وتشكيل مجلس رئاسى مدنى، والمجلس العسكرى يقبل استقالة حكومة شرف، ويكلف الجنزورى بتشكيل الحكومة الجديدة.
- جماعة الإخوان المسلمين ترفض اقتراح الثوار، وتصدر بياناً يقول «إن هذه المطالب لن تحل الأزمة، لأن القضية باتت فيمن يحرك الفتن والأزمات».
- عاصم عبدالماجد، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، يتحدث عن إمكانية التدخل بالقوة لـ«تطهير ميدان التحرير من المعتصمين».
■ المواقف:
- الميدان: رفض حكومة الجنزورى، والمطالبة باختصار الفترة الانتقالية.
- المجلس العسكرى: اشتباكات، ورفض اختصار الفترة الانتقالية.
- الإسلاميون: حياد.. وتركيز فى الانتخابات.
مسلسل العنف
٢٦ فبراير
قوات الشرطة العسكرية تستخدم العصى الكهربائية، وإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء بهدف تفريق حشود المعتصمين فى ميدان التحرير.
٩ مارس
قوات الجيش تفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة، وتزيل الخيام، وتلقى القبض على العشرات بشكل عشوائى، وتحتجز عددا من المعتصمين بمبنى المتحف المصرى.
٩ أبريل
استخدام الرصاص الحى والشرطة العسكرية تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع فى ميدان التحرير، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ١٨ آخرين.
٢٨ يونيو
تجدد المواجهات بين الثوار والجيش فى واقعة «مسرح البالون»، وإصابة أكثر من ١٠٠٠ شخص، خاصة بعد انتقال المعارك من أمام مسرح البالون إلى ميدان التحرير.
١ أغسطس
قوات الشرطة العسكرية بمعاونة قوات الأمن المركزى تحاصر ميدان التحرير، وتفض اعتصاما صغيرا تبقَّى من مظاهرات يوليو بالقوة، مستخدمة ٤ مدرعات و١٥ سيارة أمن مركزى.
٩ أكتوبر
مسيرة للأقباط من دوران شبرا إلى ماسبيرو، احتجاجاً على هدم كنيسة الماريناب بأسوان، قبل أن تتطور إلى اشتباكات بين قوات الجيش والمتظاهرين، مما أسفر عن مقتل ٢٨ وإصابة ١٥٠ شخصاً.
١٩ نوفمبر
اشتباكات عنيفة فى اليوم التالى لمليونية «رفض وثيقة السلمى» بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى فى شارع محمد محمود تستمر نحو أسبوع، وتسقط ٤١ قتيلاً و٣٨٠٠ مصاب.
١٦ ديسمبر
اشتباكات بين المعتصمين أمام مجلس الوزراء وقوات الجيش التى تؤمن المبنى، تستمر عدة أيام، مما أسفر عن سقوط ١٧ قتيلا و١٩١٧ مصابا، بالإضافة إلى حرق المجمع العلمى.
تطور خطاب القوى الثلاث
يناير
■ أحمد حرارة: «الشعب يريد إسقاط النظام».
■ محمد البلتاجى: «الشعب يريد إسقاط النظام».
■ المجلس العسكرى: صمت كامل.
مارس
■ الثوار: الثورة أولاً.
■ الإخوان: الانتخابات أولاً.
■ محمد حسين يعقوب متحدثاً عن الاستفتاء: إنها كانت «غزوة الصناديق».
■ البيان ٢٨ لـ«العسكرى»: لا صحة لتأجيل انتخابات الرئاسة إلى ٢٠١٢.
مايو
■ الثوار يدعون لثورة الغضب الثانية: الشعب يريد إسقاط النظام.
■ الإخوان: الدعوة تعنى ثورة ضد الشعب والوقيعة بينه وبين جيشه.
■ «العسكرى»: إعادة إجراءات المحاكمات لجميع شباب الثورة.
يونيو
■ علاء عبدالفتاح: «وحدتنا هى الحل»
 ■ صفوت حجازى: «البلطجية هاجموا الداخلية».
■ «العسكرى»: أحداث الميدان تزعزع الاستقرار.
يوليو
■ الشهيد محمد محسن قبل سقوطه: «يسقط حكم العسكر».
■ الإسلاميون فى الميدان: «إسلامية.. إسلامية».
■ الفنجرى: «لن نسمح بالقفز على السلطة وتجاوز الشرعية لأى من كان».
أكتوبر
■ الثوار: الشعب يريد محاكمة مبارك.
■ بيان لـ«الإخوان»: الشعب والجيش إيد واحدة.
■ النائب العام: حبس الرئيس السابق على ذمة التحقيقات.
■ الثوار: الشعب يريد محاكمة المجلس العسكرى.
■ الإخوان: وضع مبادئ فوق دستورية انقلاب على الاستفتاء.
■ اللواء ممدوح شاهين: المجلس العسكرى لا يحتاج إلى مظاهرات تأييد، فالشعب كله معه.
ديسمبر
■ الثوار فى اشتباكاتهم مع الجيش: يسقط حكم العسكر.
■ محمد مرسى: أى محاولة لتهميش البرلمان التفاف على الإرادة الشعبية.
■ اللواء مختار الملا: البرلمان لا يمثل جميع قطاعات المجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ